القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف يستطيع الانسان الخشوع في صلاته؟|اسلاميات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف نقدم لكم اجابه السؤال وهو كيف يستطيع الانسان الخشوع في صلاته؟  
اجابه السؤال؟

بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم

         📝📝📝📝📝📝

إجابةٌ لمجموعةٍ من الأسئلة لشيخنا الفقيه أبي عبد الله محمد بن حزام حفظه اللّــــه ورعاه ونفع به الإســلام والمسلمين.

⏬...⏬⏬⏬⏬⏬

والتي كانت في الثامن والتاسع من شهر ربيع الآخر لسنة واحد وأربعين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام.

📩 الســـــــــــؤال الأول :-

يقول السـائل : كيف يستطيع الإنسان أن يخشع في صلاته، وكيف يستطيع أيضاً أن يُحضر قلبه عند الذكر ؟

📝 الإجــــــــــــابة :

عليك أن تستعين بالله سبحانه وتعالى، لا حول للمسلم ولا قوة إلا بالله، أكثر من قولك لا حول ولا قوة إلا بالله، وأكثر من الدعاء أن يُعينك الله على ذكره وشكره وحسن عبادته، فما للإنسان حول ولا قوة إلا بالله، ليس لك حول ولا قوة على خشوع، ليس لك حول ولا قوة على صلاةٍ ولاصيام ولا ذكر ٍلله ولا طلب العلم ولا حفظ القرآن ولا السنة إلا بمعونة الله، فأكثر من قولك لا حول ولا قوة إلا بالله، وأنت مستحضرٌ لمعناها وأكثر من ذكر الله جل وعلا وأكثر من الدعاء أن يُعينك الله، ((اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) وما أشبه ذلك من الأدعية المباركة، والإنسان يجاهد نفسه أيضاً على ذلك ويبتعد عن المشاغل وعن المشاكل بقدر استطاعته فلا يخوض في الفتن ولا يخوض في القيل والقال وليقبل على شأنه {وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسبُهُ}، وإذا علم الله صدقك يعينك الله سبحانه وتعالى على الخشوع في الصلاة وعلى تدبر الأذكار، وفي الحقيقة نعمة عظيمة إذا رُزِق الإنسان الخشوع وتدبر القرآن وتدبر الأذكار انتفع انتفاعاً ًعظيما ً، فذكر الله جل وعلا ينفع المسلم نفعا ًعظيماً إذا كان مستحضراً لمعانيه يذكر الله بقلبه ولسانه، ومما يعينك أيضاً، إذا تيسر لك أن تخلو في مكان أو تتوجه في الصف الأول بحيث ما ترى الناس ولا ترى هذا يتكلم مع هذا وهذا يفعل كذا، ما ترى أمامك إلا الجدار فهذا يفرغ قلبك.
فهو من أسباب فراغ القلب والخلوة طيبة إذا تيسر لك الخلوة فهذا مما يعينك على تدبر الذكر وتدبر القرآن، وما يتعلق بتدبر القرآن أيضاً المدارسة والعرض على أخيك مما يعينك على التدبر لأنك إذا سهوت أو غفلت فإذا بك تخطئ ويراجعك أخوك أما إذا كنت تقرأ من المصحف تقرأ الصفحة والصفحتين والثلاث وقد ربما تأتي على نصف جزء وأنت تفكر في قضية أو ربما أكثر من ذلك لكن إذا قرأت على أخيك فما شاء الله مجرد أن ذهنك يذهب كذا أو كذا فإذا بك تخطئ ويراجعك ويكون فيه فائدة كبيرة.
 استغلوا أيضاً الأوقات التي يكون القلب فيها خالياً طرفي النهار الصباح بعد الفجر الوقت طيب ،نحث إخواننا أن يستغلوا أول النهار بعد النوم يكون القلب فارغاً ًفاستغل هذا الوقت بالحفظ استغله بالذكر والدعاء ،أيضاً تحرى الأوقات الطيبة بالذكر والدعاء وقت السحر وبعد الفجر وقبل المغرب، طرفي النهار أوقات مباركة ذكرها الله جل وعلا في كتابه الكريم، قال الله تعالى:{وَمِنَ اللَّيلِ فَاسجُد لَهُ وَسَبِّحهُ لَيلًا طَويلًا[الإنسان: ٢٧]وقال سبحانه ﴿وَاذكُرِ اسمَ رَبِّكَ بُكرَةً وَأَصيلًا﴾
[الإنسان: ٢٥]،بكرة وأصيل، البكرة أول النهار والآصال آخر النهار، وقال جل جلاله: {فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح وَأَطرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضى}[طه: ١٣٠]،وقال عز وجل: {فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ الغُروبِ}[ق: ٣٩]،آيات كثيرة في الحث على هذه الأوقات الطيبة، فرغ قلبك في هذه الأوقات ابتعد عن المشاغل ابتعد عن المخالطة والكلام مع إخوانك واذكر الله جل وعلا في هذه الأوقات الطيبة.

ومن أسباب الخشوع في الصلاة أن الإنسان يتدبر القرآن قدر استطاعته، يستحضر وقوفه بين يدي الله جل وعلا، يستحضر أنه بحاجة إلى الله جل وعلا يكون متضرعا ًمفتقرا ًإلى الله يقوم بين يدي الله جل وعلا وهو يعلم ومستيقن من نفسه أنه بحاجة إلى الله مفتقر إلى الله سبحانه وتعالى، فهذا مما يعينه على الخشوع ويعلم أيضاً أنه ما سيؤجر على صلاته إلا بقدر خشوعه فيها، ويعلم أيضاً أنه بحاجة إلى الذكر والدعاء وأنه من تمام الصلاة الخشوع، وعليه بالإخلاص أيضاً ًوالمتابعة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن أسباب الخشوع في الصلاة الابتعاد عن الزخارف وعدم النظر إليها، فالأسباب كثيرة وأهمها أن تستعين بالله سبحانه تعالى، استعن بالله جل وعلا وأكثر من الدعاء أن الله يعينك على ذلك.

📩 الســـــــــــؤال الثاني :-

يقول السـائل : نسمع بعض الإخوة يكبر ثلاثاً بعد السلام، هل على ذلك دليل؟

📝 الإجــــــــــــابة :

جاء حديث ابن عباس في الصحيحين قال:(( كُنَّا نَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّكْبِيرِ ))،فمن كبر اعتماداّ على هذا الحديث فلا ينكر عليه، وأما التحديد بالثلاث فليس عليه دليل فلا يحدد لا بثلاث ولا بأربع ما هناك دليل على تحديده، على أن الجمهور حملوا حديث ابن عباس على أن المراد هو رفع الصوت بالذكر ليس معيناً بالتكبير، جمهور الشراح وجمهور العلماء على أن المراد أنهم كانوا يرفعون أصواتهم بالذكر، ولذلك في رواية في الصحيحين في نفس الحديث بنفس الإسناد عن ابن عباس قال: (( أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ ، حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ ، كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
فالأقرب أنه ذكر التكبير من باب ذكر البعض وإرادة الكل، من باب إطلاق الجزء على الكل، فأطلق التكبير وأراد الذكر كما يقال التسبيح يقال فلان يسبح وهو يريد يذكر الله، من باب إطلاق البعض على الكل، فعلى هذا فالمراد أنهم كانوا يرفعون أصواتهم بالذكر، فلا بأس برفع الصوت بالذكر بعد الفريضة ويكون شيئاً ما دون جهر ٍبالغ ودون أن يحصل أذية لمن جاور، وقد كانوا يسمعون ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه كما في الصحيحين، قال:((يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِ٠نْكَ الْجَدُّ )) ،وقال عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يهل بهن دبر كل صلاة ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ ، لَهُ النِّعْمَةُ ، وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ  )) ،سمعه يهل بهن - دل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته شيئاً ما، وعن ثوبان مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ صَلَاتِهِ ، اسْتَغْفَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ :(( اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ ، وَمِنْكَ السَّلَامُ ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ))،فكان قول ابن عباس إشارة إلى أنهم يرفعون أصواتهم شيئاً ما، ولا يُرفع رفعاً بالغاً فيحصل أن هذا يتأذى من هذا، قال النبي صلى الله عليه وسلم(( وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ فِكلكم يناجي ربه))،إذا ارتفعت الأصوات من الجميع ما يحصل أذية لكن رفع البعض وترك البعض فالأولى ترك الرفع، حتى أنه يحصل تأذي ما يستطيع الآخر أن يذكر الله.

📩 الســـــــــــؤال الثالث:-

يقول السـائل : بعض الناس تأتيه إلى جواله رسالة وهو في الصلاة، فيخرج الجوال وينظر الرسالة ممن هي؟

📝 الإجــــــــــــابة :

هذا انشغال عن الصلاة، إذا تحرك حركات كثيرة يُخشى على صلاته بالبطلان، وهذه هيئة يُخشى عليه من البطلان، يحتاج أن يخرج الجوال ويفتح وينظر حركات كثيرة قد تفسد عليه الصلاة،والنبي صلى الله عليه وسلم قال:(( إِنَّ فِي الصَّلَاةِ لَشُغْلًا)) متفق عليه عن عبدالله بن مسعود،وقال الله عز وجل:{حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى وَقوموا لِلَّهِ قانِتينَ}[البقرة:٢٣٨]،وهذا ينافي القنوت، وقد يحرك شفتيه بقراءة الرسالة فتبطل صلاته.

📩 الســـــــــــؤال الرابع :-

يقول السـائل : ما حكم ما يسمى "بالتسفيل" وهو أن بعضهم يدعي أنه يعرف أحوال أصحاب القبور من نعيم ٍأو عذاب، وللأسف يوجد كثيرٌ من الناس يصدقون ذلك ؟

📝 الإجــــــــــــابة :

هذا من الكهانة وادعاء علم المغيبات، فالمسفل الذي يدعي أنه يعرف أحوال أصحاب القبور كاهن مدعي لمعرفة الغيب كافر، يقول الله عز وجل:{قُل لا يَعلَمُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ الغَيبَ إِلَّا اللَّهُ}،[النمل:٦٥]
ويقول سبحانه وتعالى:{عالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلى غَيبِهِ أَحَدًا*إِلّا مَنِ ارتَضى مِن رَسولٍ}
[الجن:٢٦-٢٧]، قال الله عز وجل لنبيه:{قُل لا أَملِكُ لِنَفسي نَفعًا وَلا ضَرًّا إِلّا ما شاءَ اللَّهُ وَلَو كُنتُ أَعلَمُ الغَيبَ لَاستَكثَرتُ مِنَ الخَيرِ وَما مَسَّنِيَ السّوءُ إِن أَنا إِلّا نَذيرٌ وَبَشيرٌ لِقَومٍ يُؤمِنونَ}[الأعراف: ١٨٨]
هذه الأمور ما تُعرف إلا من الله بوحيٍ لرسله، فهذا الذي يدعي أنه يعرف أحوال أصحاب القبور كذابٌ كاهنٌ كافر ولا يجوز تصديقه ومن صدقه أنه يعلم الغيب فهو كافر، ومعرفة أصحاب القبور وعذاب المقبور لا يعرفه لاجن ٌولا إنس حتى الجن ما يعلمون ذلك.


    والحمد لله رب العالمين

        📓📓١٢٦٩📓📓
______________________